أول دراسة تطبيقية على مستوى عالمي للدكتور ثامر عبد الأمير الكاظمي رئيس جامعة الكرخ للعلوم في مناقشة حضرها مجموعة من العلماء والمختصين في مجال الفيزياء والكيمياء والعلوم الصناعة النانوية
تقنية الصغائر أو تقنية (النانو) هي العلم الذي يهتم بدراسة معالجة المادة على المقياس الذري والجزيئي. تهتم تقنية النانو بابتكار تقنيات ووسائل جديدة تقاس أبعادها بالنانومتر وهو جزء من الألف من الميكرومتر أي جزء من المليون من الميليمتر.
عادة تتعامل تقنية النانو مع قياسات بين 0.1 إلى 100 نانومتر، أي تتعامل مع تجمعات ذرية تتراوح بين خمس ذرات إلى ألف ذرة. وهي أبعاد أقل كثيرا من أبعاد البكتيريا والخلية الحية. حتى الآن لا تختص هذه التقانة بعلم الأحياء بل تهتم بخواص المواد، وتتنوع مجالاتها بشكل واسع من أشباه الموصلات إلى طرق حديثة تماما معتمدة على التجميع الذاتي الجزيئي. هذا التحديد بالقياس يقابله اتساع في طبيعة المواد المستخدمة، فتقنية النانو تتعامل مع أي ظواهر أو بنايات على مستوى النانو الصغير. مثل هذه الظواهر النانوية يمكن أن تتضمن تقييداً كمياً (quantum confinement) يؤدي إلى ظواهر كهرومغناطيسية وبصرية جديدة للمادة التي يبلغ حجمها بين حجم الجزيء وحجم المادة الصلبة المرئي. تتضمن الظواهر النانوية أيضا تأثير (جيبس-تومسون) وهو انخفاض درجة انصهار مادة ما عندما يصبح قياسها نانويا، أما عن بنايات النانو فأهمها أنابيب النانو الكربونية. وعلوم النانو وتقنية النانو إحدى مجالات علوم المواد واتصالات هذه العلوم مع الفيزياء، الهندسة الميكانيكية والهندسة الحيوية والهندسة الكيميائية تشكل تفرعات واختصاصات فرعية متعددة ضمن هذه العلوم وجميعها يتعلق ببحث خواص المادة على هذا المستوى الصغير. وتعرّف تقنية النانو بأنها تطبيق علمي يتولى إنتاج الأشياء عبر تجميعها على المستوي الصغير من مكوناتها الأساسية، مثل الذرة والجزيئات. وما دامت كل المواد المكونة من ذرات مرتصفة وفق تركيب معين، فإننا نستطيع أن نستبدل ذرة عنصر ونرصف بدلها ذرة لعنصر آخر، وهكذا نستطيع صنع شيء جديد ومن أي شيء تقريبا. وأحيانا تفاجئنا تلك المواد بخصائص جديدة لم نكن نعرفها من قبل، مما يفتح مجالات جديدة لاستخدامها وتسخيرها لفائدة الإنسان، كما حدث قبل ذلك باكتشاف الترانزيستور.
جامعة بغداد تشيد بالإنجاز
وأكدت جامعة بغداد على تطوير بحوثها العلمية لترتقي إلى مستويات متقدمة في العالم، فعادة ما تأتي الجامعة بدراسات من النادر ان تجد نظيرها في العالم العربي والشرق الأوسط لتنال مكانة مرموقة بين الجامعات العالمية، إذ تبادر المواقع العلمية في الجامعة لان تتبنى مشاريع ودراسات بحثية غير تقليدية ورفد المجتمع العراقي والعربي والعالمي بسيل من المعارف والعلوم النظرية والعملية، وذلك من خلال نشر بحوثها العلمية بالمجلات العالمية والتي تستعين بها كبرى المؤسسات العالمية مثل وكالة ناسا الفضائية أو الجامعات والمعاهد المرموقة، وقد أكد رئيس جامعة بغداد الأستاذ الدكتور علاء عبد الحسين على ضرورة تبني الجامعة لموضوعات تخص المجتمع وان لا تكون قاصرة على الجانب النظري وتكون على وفق منهج مبرمج في خدمة السوق ومتطلباته لتكون ذا قيمة وواقعية، ولابد ان نتماشى ومتطلبات العصر وتحدياته.
تجارب علمية متقدمة
ففي دراسة مميزة ناقشت احدث العلوم وأكثرها جدلا في العالم تحت عنوان (صناعة المواد النانوية والمتحسسات الكيميائية) تمكن الدكتور ثامر عبد الأمير حسن الكاظمي من إجراء تجارب علمية متقدمة في صناعة نماذج نانوية مع المتحسسات الكيميائية ليحقق بذلك أولى الصناعات النانوية على مستوى الشرق الأوسط والعالم العربي والتي تمثل واحدة من احدث العلوم واستطاع خلال بحثه العلمي ان يستعرض كماً من النماذج النانوية في تجارب تطبيقية صناعية على وفق منهج علمي تطبيقي خلال الجلسة التي حضرها كل من ا.د. حارث إبراهيم جعفر رئيسا وعضوية ا.د. رعد محمد صالح و ا.د. بهاء حسين صالح جامعة بغداد و ا.م.د. رعد سعدون صبري و ا.م.د. طالب سلوم حمادي جامعة النهرين و ا.د. عزت محمود محي جامعة بغداد و ا.د. إكرام عطا عجاج جامعة بغداد، وقد شهدت الجلسة عرضاً فلمياً لتجارب علمية تطبيقيةٍ وقام الباحث ليبين مدى نجاح التجارب والنتائج التي توصل إليها ولأهمية هذه الدراسات العلمية التي حرصت كثيراً من وسائل الإعلام والقنوات الفضائية بتصوير وتوثيق هذه المناقشة التي حضرها مجموعة من العلماء والمختصين في مجال الفيزياء والكيمياء والعلوم، وفي نهاية الجلسة أشادت شخصيات علمية عراقية كبيرة بهذا المنجز الكبير، كذلك عرضت وزارة الصناعة تبني براءة الاختراع، من جهته عرض قسم الفيزياء/ كلية العلوم/ جامعة بغداد على الباحث الكاظمي شراء براءة الاختراع.
دراستي بداية ولن أتوقف
الدكتور ثامر عبد الأمير الكاظمي أكد ان: دراسته شملت العديد من التجارب والتوثيقات والمتابعات للظواهر العلمية، ومن ثم تقنينها على وفق ميكانزم عصري يتوائم وطبيعة المواكبة العلمية التي يعيشها العالم، لاسيما وان دراسته قد تم نشر أجزاء منها في مجلات عالمية محكمة ومنها مجلة الابتكارات العالمية التي تصدر في الهند وان دراسته اعتمدت على آخر ما توصلت إليه التجارب العلمية في الجامعة العالمية المتقدمة وذلك بعد مراسلات ومتابعات مستمرة مع الجامعات المتخصصة وزيارات ميدانية لكبرى المختبرات العلمية العالمية ومنها في ألمانيا وروسيا وبعض الدول الأوربية، وذلك للوصول إلى نتائج فائقة الدقة ذلك لان الدراسة في مجال الفيزياء تحتاج إلى معادلات رياضية لا تقبل الخطأ، كذلك اظهر ان: دراسته لن تتوقف عند هذا الحد وان هناك المزيد من التحديثات والتطويرات التي يمكن ان تأتي بنتائج أكثر تعقيدا أو تقدما وان مجال النانو واسع جدا ويحمل العديد من الحقول التجريبية لذا فان هناك مسعى في جامعة بغداد لان تتبنى تجارباً في مجال النانو في مختبرات كلية العلوم أو مختبرات بعض الكليات في الجامعة ككلية الهندسة أو هندسة الخوارزمي أو التربية ابن الهيثم و ان هناك مسعى كبير في دمج الدارسات في حاجات السوق لتحقيق الجوانب التطبيقية التي تنعكس في خدمة المجتمع والنية قائمة في تحقيق هذا المسعى لتطوير الصناعات العراقية.
انعطافة تاريخية في العلوم
كذلك بين الأستاذ المساعد الدكتور احمد وحيد ناصر مدير الشؤون العلمية في جامعة بغداد: ان الجامعات المتطورة تركز على تبني الكثير من الدراسات المتقدمة عالميا والجوانب التطبيقية التي تهم المجتمع والارتقاء به عبر نتائج موضوعية ومجدية تحاكي ومتطلبات المجتمع ومن بينها النانو تكنولوجي الذي يشكل انعطافة تاريخية في العلوم لما حقق من وثبات متقدمة في المجالات الصناعية والمجالات الإنتاجية التي تخدم الإنسانية لذا فان الجامعات المتطورة تطمح إلى تأسيس مراكز نانو متقدمة أو مراكز تدريبية للنانو لاسيما وان رئيس الجامعة الدكتور علاء عبد الحسين قد رسم إستراتيجية جديدة في تعزيز الجامعات المتطورة بمختبرات علمية أكثر تقدما ومراكز تدريبية.